وقال ابن عطية :
قوله ﴿ وإذا أنزلت سورة ﴾ الآية
العامل في ﴿ إذا ﴾ ﴿ استأذنك ﴾، " والسورة " المشار إليها هي براءة فيما قال بعضهم، ويحتمل أن يكون إلى كل سورة فيها الأمر بالإيمان والجهاد مع الرسول، وسورة القرآن أجمع على ترك همزها في الاستعمال واختلف هل أصلها الهمز أم لا فقيل أصلها الهمز فهي من أسأر إذا بقيت له قطعة من الشيء، فالسورة قطعة من القرآن، وقيل أصلها أن لا تهمز فهي كسورة البناء وهي ما يبنى منه شيئاً بعد شيء، فهي الرتبة بعد الرتبة، ومن هذا قول النابغة :[ الطويل ]
ألم تر أنَّ اللهَ أَعْطَاكَ سَوْرَةً... ترى كلَّ مَلْكٍ دُونَها يَتَذبْذَبُ
وقد مضى هذا كله مستوعباً في صدر هذا الكتاب، و﴿ أن ﴾ في قوله :﴿ أن آمنوا ﴾ يحتمل أن تكون مفسرة بمعنى أي فهي على هذا لا موضع لها، ويحتمل أن يكون التقدير ب " أن " فهي في موضع نصب، و﴿ الطول ﴾ في هذه الآية المال، قاله ابن عباس وابن إسحاق وغيرهما، والإشارة بهذه الآية إلى الجد بن قيس وعبد الله بن أبي ومعتب بن قشير ونظرائهم، و" القاعدون " الزمنى وأهل العذر في الجملة ومن ترك لضبط المدينة لأن ذلك عذر. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾