وقال الخازن :
قوله سبحانه وتعالى :﴿ وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم ﴾
يعني وجاء المعتذرون من أعراب البوادي إلى رسول الله ( ﷺ ) يعتذرون إليه في التخلف عن الغزو معه.
قال الضحاك : هم رهط عامر بن الطفيل جاؤوا إلى رسول الله ( ﷺ ) معتذرين إليه دفاعاً عن أنفسهم فقالوا يا نبي الله إن نحن غزونا معك تغير أعراب طيئ على حلائلنا وأولادنا ومواشينا فقال لهم رسول الله ( ﷺ ) :
" قد أنبأني الله من أخباركم وسيغنى الله عنكم "
وقيل : هم نفر من بن غفار رهط خفاف بن إيماء بن رحضة.
وقيل : هم من أسد وغطفان.
وقال ابن عباس هم الذين تخلفوا بعذر فأذن لهم رسول الله ( ﷺ ).
وجاء المعذرون : أي المقصرون.
يعني : أنهم قصروا ولم يبالغوا فيما اعتذروا به والمعذر من يرى أن له عذراً ولا عذر له.
إن الأصل في هذا اللفظ عند النحاة المعتذرون أدغمت التاء في الذال لقرب مخرجيهما والاعتذار في كلام العرب على قسمين يقال اعتذر إذا كذب في عذره ومنه قوله تعالى يعتذرون إليكم فرد الله عليهم بقوله قل لا تعتذروا فدل ذلك على فساد عذرهم وكذبهم فيه ويقال اعتذر إذا أتى بعذر صحيح ومنه قول لبيد :
ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر...
يعني فقد جاء بعذر صحيح.
وقيل : هو من التعذير الذي هو التقصير.