﴿ وَأَجْدَرُ ﴾ أي أحق وأخلق، وهو على ما قال الطبرسي مأخوذ من جدر الحائط بسكون الدال وهو أصله وأساسه ويتعدى بالباء فقوله تعالى :﴿ أَلاَّ يَعْلَمُواْ ﴾ بتقدير بأن لا يعلموا ﴿ حُدُودَ مَا أَنزَلَ الله على رَسُولِهِ ﴾ وهي كما أخرج أبو الشيخ عن الضحاك الفرائض وما أمروا به من الجهاد، وأدرج بعضهم السنن في الحدود، والمشهور أنها تخص الفرائض، أو الأوامر والنواهي لقوله تعالى :﴿ تِلْكَ حُدُودُ الله فَلاَ تَعْتَدُوهَا ﴾ [ البقرة : ٢٢٩ ] و﴿ تِلْكَ حُدُودُ الله فَلاَ تَقْرَبُوهَا ﴾ [ البقرة : ١٨٧ ]، ولعل ذلك من باب التغليب ولا بعد فيه فإن الأعراب أجدر أن لا يعلموا كل ذلك لبعدهم عمن يقتبس منه، وقيل : المراد منها بقرينة المقام وعيده تعالى على مخالفة الرسول ﷺ في الجهاد، وقيل : مقادير التكاليف.
﴿ والله عَلِيمٌ ﴾ يعلم أحوال كل من أهل الوبر والمدر ﴿ حَكِيمٌ ﴾ بما سيصيب به مسيئهم ومحسنهم من العقاب والثواب. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١١ صـ ﴾