فإذا شرع الله أمراً، فسبحانه قد شرع عن " علم " وعن " حكمة "، وما دام قد شرع يجب ألا نخالفه ؛ لأن كل تشريع ينزله الله على رسوله إنما هو لتنظيم حركة الحياة ؛ لأنه سبحانه هو الذي خلق الحياة وخلق كل المخلوقات، وإياك أن تدس أنت أنفك فتشرِّع ما يغضب الحق ؛ لأن فساد الكون كله قد جاء من الذين أرادوا أن يُقِّننوا للخلق، رغم أنهم لم يخلقوهم. ونقول لهم : دعوا التقنين للخلق لمن خلق الخلق، فهو الصانع العالم بحدود ما صنع ووضع قوانين صيانة ما خلق، وهو سبحانه هو الذي يمكنه أن يصلحها إن أصابها عطب أو فساد. أ هـ ﴿تفسير الشعراوى صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon