وإن المحسن هو المسلم، لانتفاء جميع السبيل، فلا يتوجه عليه شيء من التكاليف إلا بدليل منفصل، فيكون يخص هذا العام الدال على براءة الذمة.
وقال الكرماني : المحسنين هم الذين أطاعوا الله ورسوله في أقوالهم وأفعالهم، ثم أكد الرجاء فقال : والله غفور رحيم، وقراءة ابن عباس : والله لأهل الإساءة غفور رحيم على سبيل التفسير، لا على أنه قرآن لمخالفته سواد المصحف.
قيل : وقوله : ما على المحسنين من سبيل، فيه نوع من أنواع البديع يسمى : التمليح، وهو أن يشار في فحوى الكلام إلى مثلٍ سائر، أو شعرٍ نادر، أو قصةٍ مشهورة، أو ما يجري مجرى المثل.
ومنه قول يسار بن عدي حين بلغه قتل أخيه، وهو يشرب الخمر :
اليوم خمر ويبدو في غد خبر...
والدهر من بين إنعام وإيئاس. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon