وقال ابن الجوزى :
و﴿ الذين لا يجدون ﴾ هم المُقِلُّون، والحرج : الضيق في القعود عن الغزو بشرط النصح لله ولرسوله، وفيه وجهان.
أحدهما : أن المعنى : إذا برئوا من النفاق.
والثاني : إذا قاموا بحفظ الذراري والمنازل.
فإن قيل : بالوجه الأول، فهو يعم جميع المذكورين.
وإن قيل بالثاني، فهو يخص المقلِّين.
وإنما شُرط النصح، لأن من تخلف بقصد السعي بالفساد، فهو مذموم ؛ ومن النصح لله : حث المسلمين على الجهاد، والسعي في إصلاح ذات بينهم، وسائر ما يعود باستقامة الدين.
قوله تعالى :﴿ ما على المحسنين من سبيل ﴾ أي : من طريق بالعقوبة، لأن المحسن قد سد باحسانه باب العقاب.
قوله تعالى :﴿ ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ﴾ نزلت في البكَّائين، واختُلف في عددهم وأسمائهم، فروى أبو صالح عن ابن عباس قال : هم ستة : عبد الله بن مغفَّل، وصخر بن سلمان، وعبد الله بن كعب الأنصاري، وعُلَيَّة بن زيد الانصاري، وسالم بن عُمير، وثعلبة بن عنمة، أتوا رسول الله ﷺ ليحملهم، فقال :" لا أجد ما أحملكم عليه " فانصرفوا باكين.
وقد ذكر محمد بن سعد كاتب الواقدي مكان صخر بن سلمان : سلمة بن صخر، ومكان ثعلبة بن عنمة : عمرو بن عنمة.
قال : وقيل : منهم معقل بن يسار.
وروى أبو إسحاق عن أشياخ له : أن البكَّائين سبعة من الأنصار : سالم بن عُمير، وعُلَية بن زيد، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب، وعمرو بن الحُمام بن الجموح، وعبد الله بن مغفَّل، وبعض الناس يقول : بل، عبد الله بن عمرو المزني، وعِرباض بن سارية، وهرميّ ابن عبد الله أخو بني واقف.