وقال أبو حيان :
﴿ ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ﴾
معطوف على ما قبله، وهم مندرجون في قوله : ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون، وذكروا على سبيل نفي الحرج عنهم، وأنهم بالغوا في تحصيل ما يخرجون به إلى الجهاد حتى أفضى بهم الحال إلى المسألة، والحاجة لبذل ماء وجوههم في طلب ما يحملهم إلى الجهاد، والاستعانة به حتى يجاهدوا مع الرسول ( ﷺ )، ولا يفوتهم أجر الجهاد.
ويحتمل أنْ لا يندرجوا في قوله : ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون، بأن يكون هؤلاء هم الذين وجدوا ما ينفقون، إلا أنهم لم يجدوا المركوب، وتكون النفقة عبارة عن الزاد لا عبارة عما يحتاج إليه المجاهد من زاد ومركوب وسلاح وغير ذلك مما يحتاج إليه.
وهذه نزلت في العرباض بن سارية.
وقيل : في عبد الله بن مغفل.
وقيل : في عائذ بن عمرو.
وقيل : في أبي موسى الأشعري ورهطه.
وقيل : في تسعة نفر من بطون شتى فهم البكاؤون وهم : سالم بن عمير من بني عمرو من بني عوف، وحرمي بن عمرو من بني واقف، وأبو ليلى عبد الرحمن بن كعب من بني مازن بن النجار، وسلمان بن صخر من بني المعلى وأبو رعيلة عبد الرحمن بن زيد بن بني حارثة، وعمرو بن غنمة من بني سلمة، وعائذ بن عمرو المزني.
وقيل : عبد الله بن عمرو المزني.
وقال مجاهد : البكاؤون هم بنو بكر من مزينة.
وقال الجمهور : نزلت في بني مقرن، وكانوا ستة إخوة صحبوا النبي ( ﷺ )، وليس في الصحابة ستة إخوة غيرهم.
ومعنى لتحملهم أي : على ظهر مركب، ويحمل عليه أثاب المجاهد.
قال معناه : ابن عباس.
وقال أنس بن مالك : لتحملهم بالزاد.
وقال الحسن بن صالح : بالبغال.
وروي أنّ سبعة من قبائل شتى قالوا : يا رسول الله قد ندبتنا إلى الخروج معك، فاحملنا على الخفاف المرقوعة والنعال المخصوفة نغزُ معك فقال :﴿ لا أجد ما أحملكم عليه ﴾ فتولوا وهم يبكون.


الصفحة التالية
Icon