وقال الثعلبى :
﴿ وَجَآءَ المعذرون ﴾
قرأ ابن عباس وأبو عبد الرحمن والضحاك وحميد ويعقوب ومجاهد وقتيبة : المعذرون خفيفة، ومنهم المجتهدون المبالغون في العذرة، وقال الضحاك :" هم رهط عامر بن الطفيل تخلّفوا عن رسول الله ﷺ يوم تبوك خوفاً على أنفسهم فقالوا : يا رسول الله إن نحن غزونا معك تُغِيرُ أعراب طيّ على حلائلنا وأولادنا ومواشينا، فقال رسول الله ﷺ لهم : قد أنبأني الله من أخباركم وسيغنيني الله عنكم ".
قال ابن عباس : هم الذين تخلفوا بغير إذن رسول الله ﷺ لأن الميم لا تدغم في العين، وقرأ مسلمة : المعذرون بتشديد العين والذال ولا وجه لها لأن الميم لا يدغم في العين لبعد مخرجيهما، وقرأ الباقون : بتشديد الذال، وهم المقصرون.
يقال : أعذر في الأمر بالمعذرة وعذر إذا قصر.
وقال الفراء : أصله المعتذر فأُدغمت التاء في الذال وقلبت حركة التاء إلى العين.
﴿ وَقَعَدَ الذين كَذَبُواْ الله ﴾ قراءة العامة بتخفيف الذال يعنون المنافقين، وقرأ أُبي والحسن : كذبوا الله بالتشديد ﴿ سَيُصِيبُ الذين كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾
وقال الماوردى :
قوله عز وجل ﴿ وَجَآءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ ﴾
فيها وجهان :
أحدهما : أنهم المعتذرون بحق اعتذروا به فعذروا، قاله ابن عباس وتأويل قراءة من قرأها بالتخفيف.
والثاني : هم المقصرون المعتذرون بالكذب، قاله الحسن وتأويل من قرأها بالتشديد، لأنه إذا خفف مأخوذ من العذر، وإذا شدد مأخوذ من التعذير، والفرق بينهما أن العذر حق والعذير كذب.
وقيل إنهم بنو أسد وغطفان. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon