وقال أبو حيان :
﴿ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ﴾
قال أبو موسى الأشعري، وابن المسيب، وابن سيرين، وقتادة : السابقون الأولون من صلى إلى القبلتين.
وقال عطاء : من شهد بدراً قال : وحوّلت القبلة قبل بدر بشهرين.
وقال الشعبي : من أدرك بيعة الرضوان، بيعة الحديبية ما بين الهجرتين.
ومن فسر السابقين بواحد كأبي بكر أو عليّ، أو زيد بن حارثة، أو خديجة بنت خويلد، فقوله بعيد من لفظ الجمع، وإنما يناسب ذلك في أول من أسلم.
والظاهر أنّ السبق هو إلى الإسلام والإيمان.
وقال ابن بحر : هم السابقون بالموت أو بالشهادة من المهاجرين والأنصار، سبقوا إلى ثواب الله وحسن جزائه، ومن المهاجرين والأنصار أي : ومن الأنصار وهم أهل بيعة العقبة أولاً وكانوا سبعة نفر، وأهل العقبة الثانية وكانوا سبعين، والذين آمنوا حين قدم عليهم أبو زرارة مصعب بن عمير فعلمهم القرآن.
قال ابن عطية : ولو قال قائل : إن السابقين الأولين هم جميع من هاجر إلى أن انقضت الهجرة، لكان قولاً يقتضيه اللفظ، وتكون من لبيان الجنس.
والذين اتبعوهم بإحسان هم سائر الصحابة، ويدخل في هذا اللفظ التابعون، وسائر الأمة لكن بشرط الإحسان.
وقد لزم هذا الاسم الذي هو التابعون من رأى من رأى النبي ( ﷺ ).
وقال أبو عبد الله الرازي : الصحيح عندي أنهم السابقون في الهجرة والنصرة، لأن في لفظ السابقين إجمالاً، ووصفهم بالمهاجرين والأنصار يوجب صرف ذلك إلى ما اتصف به وهي الهجرة والنصرة، والسبق إلى الهجرة صفة عظيمة من حيث كونها شاقة على النفس ومخالفة للطبع، فمن أقدم أولاً صار قدوة لغيره فيها، وكذلك السبق في النصرة فازوا بمنصب عظيم انتهى ملخصاً.


الصفحة التالية
Icon