وقال أبو السعود :
﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ﴾
بيانٌ لفضائل أشرافِ المسلمين إثرَ بيانِ فضيلةِ طائفةٍ منهم، والمرادُ بهم الذين صلَّوا إلى القبلتين أو الذين شهِدوا بدْراً أو الذين أسلموا قبل الهجرة ﴿ والانصار ﴾ أهلُ بَيْعةِ العقبةِ الأولى وكانوا سبعين رجلاً والذين آمنوا حين قدم عليهم أبو زُرارةَ مصعبُ بنُ عمير. وقرىء بالرفع عطفاً على والسابقون ﴿ والذين اتبعوهم بِإِحْسَانٍ ﴾ أي ملتبسين به، والمرادُ به كلُّ خَصلةٍ حسنة وهم اللاحقون بالسابقين من الفريقين على أن ( من ) تبعيضيةٌ أو الذين اتبعوهم بالإيمان والطاعةِ إلى يوم القيامة، فالمرادُ بالسابقين جميعُ المهاجرين والأنصارِ ومن بيانية ﴿ رَّضِىَ الله عَنْهُمْ ﴾ خبرٌ للمبتدأ أي رضي الله عنهم بقَبول طاعتِهم وارتضاءِ أعمالِهم ﴿ وَرَضُواْ عَنْهُ ﴾ بما نالوه من رضاه المستتبِعِ لجميع المطالبِ طراً ﴿ وَأَعَدَّ لَهُمْ ﴾ في الآخرة ﴿ جنات تَجْرِي تَحْتَهَا الأنهار ﴾ وقرىء من تحتها كما في سائر المواقع ﴿ خالدين فِيهَا أَبَداً ﴾ من غير انتهاءٍ ﴿ ذلك الفوز العظيم ﴾ الذي لا فوزَ وراءه وما في اسم الإشارةِ من معنى البُعد لبيان بُعدِ منزلتِهم في مراتب الفضلِ وعظمِ الدرجةِ من مؤمني الأعراب. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon