وغيرهم عن عمرو بن عامر الأنصاري أن عمر رضي الله تعالى عنه كان يقرأ بأسقاط الواو من ﴿ والذين اتبعوهم ﴾ فيكون الموصول صفة الأنصار جنى قال له زيد : إنه بالواو فقال ائتوني بأبي بن كعب فأتاه فسأله عن ذلك فقال : هي بالواو فتابعه.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي أسامة.
ومحمد بن إبراهيم التيمي قالا : مر عمر بن الخطاب برجل يقرأ ﴿ والذين ﴾ بالواو فقال : من أقرأك هذه؟ فقال : أبي فأخذ به إليه فقال : يا أبا المنذر أخبرني هذا أنك أقرأته هكذا قال أبي : صدق وقد تلقنتها كذلك من في رسول الله ﷺ فقال عمر : أنت تلقنتها كذلك من رسول الله ﷺ ؟ فقال : نعم فأعاد عليه فقال في الثالثة وهو غضبان : نعم والله لقد أنزلها الله على جبريل عليه السلام وأنزلها جبريل على قلب محمد ﷺ ولم يستأمر فيها الخطاب ولا ابنه فخرج عمر رافعاً يديه وهو يقول الله أكبر الله أكبر.
وفي رواية أخرجها أبو اأبي شيخ أيضاً عن محمد بن كعب أن أبياً رضي الله تعالى عنه : تصديق هذه الآية في أول الجمعة
﴿ وَءاخَرِينَ مِنْهُمْ ﴾ [ الجمعة : ٣ ] وفي أوسط الحشر ﴿ والذين جَاءوا مِن بَعْدِهِمْ ﴾ [ الحشر : ١٠ ] وفي آخر الأنفال ﴿ والذين ءامَنُواْ مِن بَعْدُ ﴾ [ الأنفال : ٧٥ ] الخ، ومراده رضي الله تعالى عنه أن هذه الآيات تدل على أن التابعين غير الأنصار، وفيها أن عمر رضي الله تعالى عنه قال : لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا وأراد اختصاص السبق بالمهاجرين، وظاهر تقديم المهاجرين على الأنصار مشعر بأنهم أفضل منهم وهو الذي يدل عليه قصة السقيفة، وقد جاء في فضل الأنصار ما لا يحصى من الأخبار.
ومن ذلك ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن أنس قال :"قال رسول الله ﷺ " آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار ".


الصفحة التالية
Icon