والأنصار بهذا الجمع اسم غلب على الأوْس والخزرج الذين آمنوا بالنبي ﷺ في حياته أو بعد وفاته وعلى أبنائهم إلى آخر الزمان.
دعاهم النبي ﷺ بهذا الوصف، فيطلق على أولاد المنافقين منهم الذين نشأوا في الإسلام كولد ابن صياد.
وقرأ الجمهور ﴿ والأنصار ﴾ بالخفض عطفاً على المهاجرين، فيكون وصف السابقين صفة للمهاجرين والأنصار.
وقرأ يعقوب ﴿ والأنصارُ ﴾ بالرفع، فيكون عطفاً على وصف ﴿ السابقون ﴾ ويكون المقسَّم إلى سابقين وغيرهم خصوص المهاجرين.
والمراد بالذين اتبعوهم بقية المهاجرين وبقية الأنصار اتبعوهم في الإيمان، أي آمنوا بعد السابقين : ممن آمنوا بعد فتح مكة ومن آمنوا من المنافقين بعد مدة.
والإحسان : هو العمل الصالح.
والباء للملابسة.
وإنما قيد هذا الفريق خاصة لأن السابقين الأولين ما بعثهم على الإيمان إلا الإخلاص، فهم محسنون، وأما الذين اتبعوهم فمن بينهم من آمن اعتزازاً بالمسلمين حين صاروا أكثر أهل المدينة، فمنهم من آمن وفي إيمانه ضعف وتردد، مثل المؤلفة قلوبهم، فربما نزل بهم إلى النفاق وربما ارتقى بهم إلى الإيمان الكامل، وهم المذكورون مع المنافقين في قوله تعالى:
﴿ لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض ﴾ [ الأحزاب : ٦٠ ] فإذا بلغوا رتبة الإحسان دخلوا في وعد الرضى من الله وإعداد الجنات.
وجملة :﴿ رضي الله عنهم ﴾ خبر عن ﴿ السابقون ﴾.
وتقديم المسند إليه على خبره الفعلي لقصد التقوي والتأكيد.
ورضَى الله عنهم عنايته بهم وإكرامه إياهم ودفاعه أعداءَهم، وأما رضاهم عنه فهو كناية عن كثرة إحسانه إليهم حتى رضيت نفوسهم لما أعطاهم ربهم.
والإعداد : التهيئة.
وفيه إشعار بالعناية والكرامة.
وتقدم القول في معنى جري الأنهار.


الصفحة التالية
Icon