وأخرج الطبراني عن السائب بن يزيد رضي الله عنه " أن رسول الله ﷺ قسم الفيء الذي أفاء الله بحنين في أهل مكة من قريش وغيرهم، فغضبت الأنصار فأتاهم فقال : يا معشر الأنصار قد بلغني من حديثكم في هذه المغانم التي آثرت بها أناساً أتالفهم على الإِسلام لعلهم أن يشهدوا بعد اليوم وقد أدخل الله قلوبهم الإِسلام، يا معشر الأنصار ألم يمن الله عليكم بالإِيمان وخصكم بالكرامة وسماكم بأحسن الأسماء أنصار الله وأنصار رسوله؟ ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس وادياً وسلكتم وادياً لسلكت واديكم. أفلا ترضون أن يذهب الناس بهذه الغنائم والشاء والنعم والبعير وتذهبون برسول الله ﷺ ؟ فقالوا : رضينا. فقال : أجيبوني فيما قلت. قالوا : يا رسول الله وجدتنا في ظلمة فأخرجنا الله بك إلى النور، ووجدتنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا الله بك، ووجدتنا ضلالاً فهدانا الله بك. فرضينا بالله رباً، وبالإِسلام ديناً، وبمحمد نبياً. فقال : أما والله لو أجبتموني بغير هذا القول لقلت صدقتم، لو قلت ألم تأتنا طريداً فآويناك، ومكذباً فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وقبلنا ما رد الناس عليك، لو قلتم هذا لصدقتم. قالوا : بل لله ورسوله المن والفضل علينا وعلى غيرنا ".
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه قال : كان الناس على ثلاث منازل. المهاجرون الأولون، والذين اتبعوهم بإحسان، والذين جاؤوا من بعدهم يقولون : ربنا اغفر لنا ولإِخواننا الذين سبقونا بالإِيمان.
فأحسن ما يكون أن يكون بهذه المنزلة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. أنه أتاه رجل فذكر بعض الصحابة فتنقصه، فقال ابن عباس ﴿ والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ﴾.
وأخرج عن ابن زيد في قوله ﴿ والذين اتبعوهم بإحسان ﴾ قال : من بقي من أهل الإِسلام إلى أن تقوم الساعة.


الصفحة التالية
Icon