قوله :﴿ بِإِحْسَانٍ ﴾ متعلقٌ بمحذوف ؛ لأنه حالٌ من فاعل " اتَّبعوهم ". وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرى أن الواوَ ساقطةٌ من قوله :" والذين اتبعوهم " ويقول : إن الموصول صفةٌ لمن قبله، حتى قال له زيد بن ثابت إنها بالواو فقال : ائتوني بأُبَيّ. فأتَوه به فقال له : تصديق ذلك في كتاب الله في أول الجمعة :﴿ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ ﴾ [ الآية : ٣ ]، وأوسط الحشر :﴿ والذين جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ ﴾ [ الآية : ١٠ ]، وآخر الأنفال :﴿ والذين آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ ﴾ [ الآية : ٧٥ ]. ورُوِي أنه سمع رجلاً يقرؤها بالواو فقال : مَنْ أقرأك؟ قال : أُبَيّ. فدعاه فقال : أَقْرَأنيه رسولُ الله ﷺ وإنك لتبيع القَرَظ بالبقيع. قال : صَدَقْتَ وإن شئت قل : شهدنا وغِبْتم، ونَصَرْنا وخَذَلْتم، وآوَيْنا وطَرَدْتم. ومن ثَمَّ قال عمر : لقد كنتُ أرانا رُفِعْنا رَفْعةً لا يَبْلُغها أحدٌ بعدنا.
وقرأ ابن كثير :﴿ تجري من تحتها ﴾ ب " مِنْ " الجارة، وهي مرسومةٌ في مصاحف مكة. والباقون " تحتها " بدونها، ولم تُرْسَمْ في مصاحفهم، وأكثرُ ما جاء القرآن موافقاً لقراءة ابن كثير هنا :﴿ تجري مِنْ تحتها ﴾ في غير موضع. أ هـ ﴿الدر المصون حـ ٦ صـ ١٠٩ ـ ١١١﴾


الصفحة التالية
Icon