فلان في الجنة وفلان في النار فإذا سألت أحدهم عن نفسه قال : لا أدري لعمري أنت بنفسك أعلم منك بأعمال الناس ولقد تكلفت شيئاً ما تكلفه نبي قال نوع عليه السلام و﴿ مَا عِلْمِى بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [ الشعراء : ١١٢ ] وقال شعيب عليه السلام :﴿ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ﴾ [ هود : ٨٦ ] وقال الله تعالى لمحمد ﷺ :﴿ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ﴾ وهذه الآيات ونحوها أقوى دليل في الرد على من يزعم الكشف والاطلاع على المغيبات بمجرد صفاء القلب وتجرد النفس عن الشواغل وبعضهم يتساهلون في هذا الباب جدا ﴿ سَنُعَذّبُهُم ﴾ ولا بد لتحقيق المقتضى فيهم عادة ﴿ مَّرَّتَيْنِ ﴾ أخرج ابن أبي حاتم.
والطبراني في الأوسط.
وغيرهما عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال :"قام رسول الله ﷺ يوم جمعة خطيباً فقال قم يا فلان فأخرج فإنك منافق أخرج يا فلان فإنك منافق فأخرجهم بأسمائهم ففضحهم ولم يك عمر بن الخطاب شهد تلك الجمعة لحاجة كانت له فلقيهم وهم يخرجون من المسجد فاختبأ منهم استحياء أنه لم يشهد الجمعة وظن أن الناس قد انصرفوا واختبأوا هم منه وظنوا أنه قد علم بأمرهم فدخل المسجد فإذا الناس لم ينصرفوا فقال له رجل : أبشر يا عمر فقد فضح الله تعالى المنافقين اليوم فهذا العذاب الأول والعذاب الثاني عذاب القبر".
وفي رواية ابن مردويه عن ابن مسعود الأنصاري أنه ﷺ أقام في ذلك اليوم وهو على المنبر ستة وثلاثين رجلاً.
وأخرج ابن المنذر.
وابن أبي حاتم عن مجاهد أنه فسر العذاب مرتين بالجوع والقتل، ولعل المراد به خوفه وتوقعه، وقيل : هو فرضى إذا أظهروا النفاق وفي رواية أخرى عنه أنهم عذبوا بالجوع مرتين، وعن الحسن أن العذاب الأول أحذ الزكاة والثاني عذاب القبر.


الصفحة التالية
Icon