وجملة :﴿ سنعذبهم مرتين ﴾ استيناف بياني للجواب عن سؤال يثيره قوله :﴿ نحن نعلمهم ﴾، وهو أن يسأل سائل عن أثر كون الله تعالى يعلمهم.
فأعلم أنه سيعذبهم على نفاقهم ولا يفلتهم منه عدمُ علم الرسول عليه الصلاة والسلام بهم.
والعذاب الموصوف بمرتين عذاب في الدنيا لقوله بعده ﴿ ثم يردون إلى عذاب عظيم ﴾.
وقد تحير المفسرون في تعيين المراد من المرتين.
وحملوه كلهم على حقيقة العدد.
وذكروا وجوهاً لا ينشرح لها الصدر.
والظاهر عندي أن العدد مستعمل لمجرد قصد التكرير المفيد للتأكيد كقوله تعالى :﴿ ثم ارجع البصر كرتين ﴾ [ الملك : ٤ ] أي تأمل تأملاً متكرراً.
ومنه قول العرب : لبيك وسعديك، فاسم التثنية نائب مناب إعادة اللفظ.
والمعنى : سنعذبهم عذاباً شديداً متكرراً مضاعفاً، كقوله تعالى :﴿ يضاعَف لها العذاب ضعفين ﴾ [ الأحزاب : ٣٠ ].
وهذا التكرر تختلف أعداده باختلاف أحوال المنافقين واختلاف أزمان عذابهم.
والعذاب العظيم : هو عذاب جهنم في الآخرة. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١٠ صـ ﴾