وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ ومن الأعراب من يؤمن بالله ﴾ الآية
قال قتادة : هذه ثنية الله تعالى من الأعراب، و﴿ يتخذ ﴾ في هذه الآية أيضاً هي بمعنى يجعله مقصداً، والمعنى ينوي بنفقته في سبيل الله القربة عند الله عز وجل واستغنام دعاء الرسول ﷺ، ففي دعائه لهم خير الآخرة في النجاة من النار وخير الدنيا في أرزاقهم ومنح الله لهم، ف ﴿ صلوات ﴾ على هذا عطف على ﴿ قربات ﴾، ويحتمل أن يكون عطفاً على ما ينفق، أي ويتخذ بالأعمال الصالحة صلوات الرسول قربة، والأولى أبين، و﴿ قربات ﴾ جمع قرْبة أو قرُبه بسكون الراء وضمها وهما لغتان و" الصلاة " في هذه الآية الدعاء إجماعاً.
وقال بعض العلماء : الصلاة من الله رحمة ومن النبي والملائكة دعاء، ومن الناس عبادة، والضمير في قوله ﴿ إنها ﴾ يحتمل أن يعود على النفقة وهذا في انعطاف ﴿ الصلوات ﴾ على ﴿ القربات ﴾، ويحتمل أن يعود على ﴿ الصلوات ﴾ وهذا في انعطافه على ما ينفق، وقرأ نافع " قرُبة " بضم الراء، واختلف عنه وعن عاصم والأعمش، وقرأ الباقون " قرْبة " بسكون الراء ولم يختلف ﴿ قربات ﴾، ثم وعد تعالى بقوله ﴿ سيدخلهم الله في رحمته ﴾ الآية، وروي أن هذه الآية نزلت في بني مقرن من مزينة وقاله مجاهد، وأسند الطبري إلى عبد الرحمن بن مغفل بن مقرن أنه قال : كنا عشرة ولد مقرن، فنزلت فينا ﴿ ومن الأعراب من يؤمن بالله ﴾ إلى آخر الآية.
قال القاضي أبو محمد : وقوله عشرة ولد مقرن يريد الستة أولاد مقرن لصلبة أو السبعة على ما في الاستيعاب من قول سويد بن مقرن، وبنيهم لأن هذا هو الذي في مشهور دواوين أهل العلم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾