وقال أبو حيان :
﴿ ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ﴾
نزلت في بني مقرن من مزينة قاله مجاهد.
وقال عبد الرحمن بن مغفل بن مقرن : كنا عشرة ولد مقرن فنزلت : ومن الأعراب من يؤمن الآية يريد : الستة والسبعة الإخوة على الخلاف في عددهم وبنيهم.
وقال الضحاك : في عبد الله ذي النجادين ورهطه.
وقال الكلبي : في أسلم وغفار وجهينة.
ولما ذكر تعالى من يتخذ ما ينفق مغرماً ذكر مقابله وهو من يتخذ ما ينفق مغنماً، وذكر هنا الأصل الذي يترتب عليه إنفاق المال في القربات وهو الإيمان بالله واليوم الآخر، إذ جزاء ما ينفق إنما يظهر ثوابه الدائم في الآخرة.
وفي قصة أولئك اكتفى بذكر نتيجة الكفر وعدم الإيمان، وهو اتخاذه ما ينفق مغرماً وتربصه بالمؤمنين الدوائر.
والأجود تعميم القربات من جهاد وصدقة، والمعنى : يتخذه سبب وصل عند الله وأدعية الرسول، وكان يدعو للمصدقين بالخير والبركة، ويستغفر لهم كقوله ( ﷺ ) :
" اللهم صل على آل أبي أوفى " وقال تعالى :﴿ وصل عليهم ﴾ والظاهر عطف وصلوات على قربات.
قال ابن عطية : ويحتمل أن يكون وصلوات الرسول عطفاً على ما ينفق، أي : ويتخذ بالأعمال الصالحة صلوات الرسول قربة.
قال ابن عباس : صلوات الرسول هي استغفاره لهم.
وقال قتادة : أدعيته بالخير والبركة سماها صلوات جرياً على الحقيقة اللغوية، أو لأنّ الدعاء فيها، وحين جاء ابن أبي أوفى بصدقته قال :" آجرك الله فيما أعطيت، وجعله لك طهوراً " والضمير في أنها قيل : عائد على الصلوات.
وقيل : عائد على النفقات.
وتحرير هذا القول أنه عائد على ما على معناها، والمعنى : قربة لهم عند الله.
وهذه شهادة من الله للمتصدق بصحة ما اعتقد من كون نفقته قربات وصلوات وتصديق رجائه على طريق الاستئناف مع حرف التنبيه، وهو ألا وحرف التوكيد وهو أنّ.