وقال ابن عطية :
﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ﴾
قرأ جمهور الناس " ألم يعلموا " على ذكر الغائب، وقرأ الحسن بن أبي الحسن بخلاف عنه " ألم تعلموا " على معنى قل لهم يا محمد " ألم تعلموا "، وكذلك هي في مصحف أبي بن كعب بالتاء من فوق، والضمير في ﴿ يعلموا ﴾ قال ابن زيد : يراد به الذين لم يتوبوا من المتخلفين، وذلك أنهم لما تيب على بعضهم قال الغير ما هذه الخاصة التي خص بها هؤلاء ؟ فنزلت هذه الآية، ويحتمل أن يكون الضمير في ﴿ يعلموا ﴾ يراد به الذين تابوا وربطوا أنفسهم، وقوله هو تأكيد لانفراد الله بهذه الأمور وتحقيق لذلك، لأنه لو قال إن الله يقبل التوبة لاحتمل، ذلك أن يكون قبوله رسوله قبولاً منه فبينت الآية أن ذلك مما لا يصل إليه نبي ولا ملك، وقوله ﴿ ويأخذ الصدقات ﴾ معناه يأمر بها ويشرعها كما تقول أخذ السلطان من الناس كذا إذا حملهم على أدائه.


الصفحة التالية
Icon