وفي البخاري :" من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يصعد إلى الله إلا الطيب " وفي رواية :" ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربى أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل " وأخرجه الترمذي ولفظه :" إن الله سبحانه وتعالى يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم فلوه حتى اللقمة لتصير مثل جبل أحد " وتصديق ذلك في كتاب الله سبحانه وتعالى : ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ويمحق الله الربا ويربى الصدقات.
وقوله : من كسب طيب.
أي : حلال.
وذكر اليمين والكف في الحديث كناية عن قبول الصدقة وأن الله سبحانه وتعالى قد قبلها من المعطي، لأن من عادة الفقير أو السائل، أخذ الصدقة بكفه اليمين، فكأن المتصدق قد وضع صدقته في القبول والإثابة.
وقوله : فتربو أي تكبر.
يقال : ربا الشيء يربو إذا زاد وكبر.
والفُلوا : بضم الفاء وفتحها لغتان المهر أول ما يولد والفصيل ولد الناقة إلى أن ينفصل عنها.
وقوله سبحانه وتعالى :﴿ وأن الله هو التواب الرحيم ﴾ تأكيد لقوله سبحانه وتعالى :﴿ ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ﴾ وتبشير لهم بأن الله هو التواب الرحيم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٣ صـ ﴾