وقال الآلوسى :
﴿ وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٠٦) ﴾
﴿ وَءاخَرُونَ ﴾ عطف على ﴿ آخرون ﴾ [ التوبة : ١٠٢ ] قبله أي ومنهم قوم آخرون غير المعترفين المذكورين دمُرْجَوْنَ } أي مؤخرون وموقوف أمرهم ﴿ ﴾ أي مؤخرون وموقوف أمرهم ﴿ لاْمْرِ الله ﴾ أي إلى أن يظهر أمر الله تعالى في شأنهم.
وقرأ أهل المدينة.
والكوفة غير أبي بكر ﴿ مُرْجَوْنَ ﴾ بغير همزة والباقون ﴿ مرجئون ﴾ بالهمز وهما لغتان يقال : أرجئته وأرجيته كأعطيته، ويحتمل أن يكون الياء بدلاً من الهمزة كقولهم : قرأت وقريب وتوضأت وتوضيت وهو في كلامهم كثير، وعلى كونه لغة أصلية هو يائي، وقيل : إنه واوي، ومن هذه المادة المرجئة احدى فرق أهل القبلة وقد جاء فيه الهمز وتركه، وسموا بذلك لتأخيرهم المعصية عن الاعتبار في استحقاق العذاب حيث قالوا : لا عذاب مع الإيمان فلم يبق للمعصية عندهم أثر، وفي المواقف سموا مرجئة لأنهم يرجون العمل عن النية أي يؤخرونه في الرتبة عنها وعن الاعتقاد، أو لأنهم يعطون الرجاء في قولهم : لا يضر مع الإيمان معصية انتهى.
وعلى التفسيرين الأولين يحتمل أن يكون بالهمز وتركه، وأما على الثالث فينبغي أن يقال مرجئة بفتح الراء وتشديد الجيم، والمراد بهؤلاء المرجون كما في الصحيحين هلال بن أمية.
وكعب بن مالك.


الصفحة التالية
Icon