قال القاضي أبو محمد : ومجمع رحمه الله قد أقسم لعمر أنه ما علم باطن القوم ولا قصد سوءاً، والآية إنما عنت من أبطن سوءاً فليس مجمع منهم، ويحتمل أن يكون المعنى لا يزالون مريبين بسبب بنائهم الذي اتضح فيه نفاقهم، وجملة هذا أن الريبة في الآية تعم معاني كثيرة يأخذ كل منافق منها بحسب قدره من النفاق، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي " إلا أن تُقطع قلوبهم " بضم التاء وبناء الفعل للمفعول، وقرأ ابن عامر وحمزة وعاصم بخلاف عن " إلا أن تَقطع " بفتح التاء على أنها فاعلة، وقرأ الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وقتادة ويعقوب :" إلى أن تقطع " على معنى إلى أن يموتوا، وقرأ بعضهم :" إلى أن تقطع " وقرأ أبو حيوة " إلا أن يُقطِع " بالياء مضمومة وكسر الطاء ونصب " القلوبَ " أي بالقتل، وأما على القراءة الأولى فقيل بالموت قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد وغيرهم، وقيل، بالتوبة وليس هذا بالظاهر إلا أن يتأول : أو يتوبوا توبة نصوحاً يكون معها من الندم والحسرة على الذنب ما يقطع القلوب هماً وفكرة، وفي مصحف ابن مسعود " ولو قطعت قلوبهم "، وكذلك قرأها أصحابه وحكاها أبو عمرو " وان قطَعت " بتخفيف الطاء، وفي مصحف أبيّ " حتى الممات " وفيه " حتى تقطع ". أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾