وما هو إلا لذلك، فلهذا قال :﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ﴾ الآية، لأن الهيئات الجسمانية مؤثرة في النفوس، كما أن الهيئات النفسانية مؤثرة في الأجسام، فإذا كان موضع القيام مبنيّاً على التقوى وصفاء النفس، تأثرت النفس باجتماع الهمة، وصفاء الوقت، وطيب الحال، وذوق الوجدان، وإذا كان مبنيّاً على الرياء والضرار، تأثرت بالكدورة والتفرقة والقبض.
وفيه إشعار بأن زكاء نفس الباني، وصدق نيته، مؤثر في البناء، وأن تبرّك المكان، وكونه مبنيّاً على الخير، يقتضي أن يكون فيه أهل الخير والصلاح، ممن يناسب حاله حال بانيه، وأن محبة الله واجبة لأهل الطهارة لقوله :﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٨ صـ ٥١٨ ـ ٥٢٥﴾