﴿ فِيهِ ﴾ ومن حضر ﴿ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ ﴾ من الأحداث والنجاسات بالماء، قال الكلبي : هو غسل الأدبار بالماء، وقال عطاء : كانوا يستنجون بالماء لاينامون بالليل على الجنابة.
يروى " أن رسول الله ﷺ قال لأهل قبا لما نزلت هذه الآية : إن الله عزّ وجلّ قد أثنى عليكم في الطهور فما هو؟ قالوا : إنا نستنجي بالماء ".
﴿ والله يُحِبُّ المطهرين ﴾ اي المتطهرين فأدغمت التاء في الطاء لقرب مخرجيهما.
قال يزيد بن عجرة :" أتت الحمّى رسول الله ﷺ في صورة جارية سوداء فقال لها رسول الله ﷺ " من أنت؟ " قالت : أم ملدم انشف الدم، وآكل اللحم وأُصفر الوجه وأُرقق العظم. فقال النبي ﷺ " فاقصدي الأنصار فإن لهم علينا حقوقاً " فَحُمّ الأنصار.
فلما كان الغد قال :" ما للأنصار؟ " قال : فحموا عن آخرهم. فقال :" قوموا بنا نعودهم " فعادهم وجعل يقول :" أبشروا فإنها كفارة وطهور ".
قالوا : يا رسول الله ادعوا الله أن يديمها علينا [ أعواماً ] حتى تكون كفّارة لذنوبنا، فأنزل الله تعالى عليهم ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ ﴾ بالحمى عن معاصيهم ﴿ والله يُحِبُّ المطهرين ﴾ من الذنوب. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾