ولم يقدم الدليل الأول على تحرك الضوء بسرعة غير لحظية إلا عام ١٦٧٦ عندما نجح الفلكي أولاس رومر Olas Roemer للمرة الأولى في التاريخ من قياسها عن طريق ملاحظة وجود فارق زمني في تأخر ظهور أقمار كوكب المشتري عندما تكون الأرض في الجهة الأبعد منه خلال دورتها حول الشمس، وبمعرفة طول القطر الأكبر لمدار الأرض ومدة التأخر وفق الأجهزة المتاحة في القرن السابع عشر كانت النتيجة واسعة التقريب حوالي ٢٢٧ ألف كم ثانية، ولكن أمكن تقديم الدليل الأول على أن سرعة الضوء محدودة وإن كانت هائلة، وبعد حوالي نصف قرن حصل برادلي عام ١٧٢٨ على نتيجة مقاربة عن طريق قياس فلكي آخر، ولم تبدأ القياسات الدقيقة إلا في منتصف القرن التاسع عشر داخل المعمل، وفي القرن العشرين استخدمت في القياس تقنيات أكثر دقة ومع استخدام الليزر بلغت الدقة إلى حد أن الخطأ لا يتجاوز أجزاء قليلة من البليون، وأخيرا بعد جهود استمرت حوالي ثلاثة قرون أمكن عام ١٩٨٣ في مؤتمر القياسات في باريس تعريف المتر دوليا بالزمن اللازم ليقطعه الضوء ( ٠. ٠٠٠٠٠٠٠٠٣٣٣٥٦٤٠٩٥٢ ثانية ) بناء على قيمة سرعة الضوء في الفراغ وهي : ٢٩٩٧٩٢. ٤٥٨ ( حوالي ٣٠٠ ألف ) كمثانية [ ١ ].