وقوله تعالى :( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللّهُ وَعْدَهُ وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ ) الحج ٤٧ ؛ تأكيد لمماثلة مسافة يوم لمسافة ألف سنة في مقام تصوير أمر يستعجل قوم النبي ﷺ قدومه إنكارًا مما يؤكد أنه يمضي بأقصى سرعة Uppermost speed، والتعبير ( عِندَ رَبّكَ ) لا يعني في حق الذات العلية التحيز وإنما يعني وفق تدبير الله تعالى في الكون كله، ويستقيم فيزيائيا أن يحمل ذلك الأمر القادم بأقصى سرعة نحو الأرض فلا يحتاج معها مزيد استعجال على القوى المعبر عن سرعتها بسرعة الضوء، والسنة في عرف العرب منذ القدم مبنية على حركة القمر في ١٢ دورة حول الأرض، وإن قلت ( علي كالأسد ) فالتشبيه يعني أن علي جسور ولكنه لا يتجاوز الأسد المشبه به في وجه الشبه، وفي التعبير ( وَإِنّ يَوْماً عِندَ رَبّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ ) لا تتجاوز كذلك مسافة اليوم بأقصى سرعة مقدرة مسافة ألف سنة بحركة ما تبنى على حركته السنة، ويصلح الوصف ( مّمّا تَعُدّونَ ) لتمييز حركة القمر المتضمنة سياقا والتي تبنى عليها السنة ولا يصلح أن يكون تمييزا للسنة القمرية لأنه يحدد مُختار من متعدد وهم لم يستخدموا غيرها في التقويم، وهو يعني ( من الذي تحسبون وتظنون ) وليست السنة محل ظن، وبذلك يشترط السياق لتعريف أقصى سرعة أن تكون حركة القمر وفق ما يحسبون ويظنون وإن كانت الحقيقة بخلافه، والمراقب الأرضي لا يدرك بالعين المجردة نسبة التغير Variation Ratio في البعد أو السرعة فيظن أن مدار القمر يخلو منها كما لو كانت حركته منسوبة للنجوم في دائرة كاملة الاستدارة Perfectly circular orbit وكأنها في نظام معزول Isolated System خالي من تأثير الشمس لأن حركة القمر مع الأرض حول الشمس لا يعاينها إلا مراقب خارج النظام الشمسي، ولذا بنسبة الحركة للنجوم واستبعاد نسبة التغير من القيمة الوسطية يتحقق المقياس


الصفحة التالية
Icon