فشبه فى ظاهر الكلام ما يعروه من الفترة بانتفاض العصفور وليس مراده هذا وإنما يريد تشبيه ما يعروه بما يعرو العصفور بعد ما يدركه من بل المطر من الفترة وأنه ينتفض عندها كما ينتفض العصفور فحذف فى كل من الطرفين ما أثبت نظيره. فالتقدير فى البيت : وإن لتعرونى لذكراك فترة فانتفض كما تعرو العصفور فترة فينتفض فشبه ما يعروه بما يعرو العصفور والانتفاض بالانتفاض وعلى هذا حمل سيبويه الآية قال :" لم يشبهوا بما ينعق وإنما شبهوا بالمنعوق به " وإنما المعنى : مثلكم ومثل الذين كفروا كمثل الناعق والمنعوق به الذين لا يسمع.
قال [ سيبويه ] :" ولكنه جاء على سعة الكلام والإيجاز لعلم المخاطب بالمعنى " وهذا تقدير معنى الآية.
فإن قلت فكيف تقدير الإعراب ؟
قلت : الأقرب فيه أن يكون على حذف مضاف أى ومثل داعى الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع وعلى هذا حمله أكثر الناس وان شئت جعلت ما قدرنا عليه المعنى تقديراً للمعنى والإعراب وقد أخذه على ذلك جملة من شيوخنا ومن قبلهم. أ هـ ﴿ملاك التأويل صـ ٢٥ ـ ٢٦﴾


الصفحة التالية
Icon