وقال النخعي : الأواه : الفقيه، وقال الفراء : هو الذي يتأوه من الذنوب، وقال سعيد بن جبير : الأواه المعلم للخير، وقال عبد العزيز بن يحيى : هو المشفق، وكان أبو بكر ( رضي الله عنه ) يُسمّى الأواه لشفقته ورحمته، وقال عطاء : هو الراجع عن كلمة ما يكره الله، وقال أيضاً : هو الخائف من النار، وقال أبو عبيدة : هو المتأوه شفقاً وفرقاً المتضرع يقيناً ولزوماً للطاعة. قال الزجاج : انتظم قول أبي عبيدة جميع ما قيل : في الأواه وأصله من التأوه وهو أن يسمع للصدر صوتاً من تنفس الصعداء والفعل منه أوه وتأوه، وقال المثقب العبدي :
| إذا ما قمت أُرحلها بليل | تأوه آهة الرجل الحزين |
قال الراجز :| فأوه الراعي وضوضا كلبه | ولا يقال منه فعل يفعل |
﴿ حَلِيمٌ ﴾ عمن سبه وناله بالمكروه وقد قيل أنه ( عليه السلام ) استغفر لأبيه عند وعده إياه وشتمه، وقوله :
﴿ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ واهجرني مَلِيّاً ﴾ [ مريم : ٤٦ ] فقال له :
﴿ قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ ربي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً ﴾ [ مريم : ٤٧ ] وقال ابن عباس : الحليم السيد. أ هـ
﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾