وقال ابن جُرَيْج عن ابن عباس :﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ ﴾ قال : فقيه.
قال الإمام العلم أبو جعفر بن جرير : وأولى الأقوال قول من قال : إنَّه الدعَّاء، وهو المناسب للسياق، وذلك أن الله تعالى لما ذكر أن إبراهيم إنما استغفر لأبيه عن موعدة وعدها إياه، وقد كان إبراهيم كثير الدعاء حليما عمن ظلمه وأناله مكروها ؛ ولهذا استغفر لأبيه مع شدة أذاه في قوله :﴿ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا. قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴾ [مريم : ٤٦، ٤٧]، فحلم عنه مع أذاه له، ودعا له واستغفر ؛ ولهذا قال تعالى :﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾. أ هـ ﴿تفسير ابن كثير حـ ٤ صـ ٢٢١ ـ ٢٢٧﴾