وروي عن أبي عمرو أنه كان يدغم الدال في التاء، وقرأ حمزة وحفص عن عاصم والأعمش والجحدري " يزيغ " بالياء على معنى جمع القلوب، وقرأ ابن مسعود " من بعد ما زاغت قلوب فريق " وقرأ أبي بن كعب " من بعد ما كادت تزيغ " وأما كان فيحتمل أن يرتفع بها ثلاثة أشياء أولها وأقواها القصة والشأن هذا مذهب سيبويه، وترتفع " القلوبُ " على هذا ب " تزيغ " والثاني أن يرتفع بها ما يقتضيه ذكر المهاجرين والأنصار أولاً، ويقدر ذلك القوم فكأنه قال من بعد ما كاد القوم تزيغ قلوبهم فريق منهم، والثالث أن يرتفع بها " القلوب " ويكون في قوله " تزيغ " ضمير " القلوب "، وجاز ذلك تشبيهاً بكان في قوله ﴿ وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ﴾ [ الروم : ٤٧ ] وأيضاً فلأن هذا التقديم للخبر يراد به التأخير، وشبهت ﴿ كاد ﴾ ب " كان " للزوم الخبر لها، قال أبو علي ولا يجوز ذلك في عسى.
ثم أخبر عز وجل أنه تاب أيضاً على هذا الفريق وراجع به، وأنس بإعلامه للأمة بأنه ﴿ رؤوف رحيم ﴾ والثلاثة هم كعب بن مالك وهلال بن أمية الواقفي ومرارة بن الربيع العامري ويقال ابن ربيعة ويقال ابن ربعي، وقد خرج حديثهم بكماله البخاري ومسلم وهو في السير، فلذلك اختصرنا سوقه، وهم الذين تقدم فيهم ﴿ وآخرون مرجون ﴾ [ الآية : ١٠٦ ]. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾