وقال الخازن :
قوله :﴿ لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار ﴾ الآية
تاب الله بمعنى تجاوز وصفح عن النبي ( ﷺ ) والمهاجرين والأنصار ومعنى توبته على النبي ( ﷺ ) : عدم مؤاخذته بإذنه للمنافقين بالتخلف في غزوة تبوك وهي كقوله سبحانه وتعالى :﴿ عفا الله عنك لم أذنت لهم ﴾ فهو من باب ترك الأفضل لا أنه ذنب يوجب عقاباً.
وقال أصحاب المعاني : هو مفتاح كلام للتبرك كقوله سبحانه وتعالى فأن لله خمسه.
ومعنى هذا : أن ذكر النبي بالتوبة عليه تشريف للمهاجرين والأنصار في ضم توبتهم إلى توبة النبي ( ﷺ ) كما ضم اسم الرسول إلى اسم الله في قوله فإن لله خمسه وللرسول فهو تشريف له.
وأما معنى : توبة الله على المهاجرين والأنصار، فلأجل ما وقع في قلوبهم من الميل إلى القعود عن غزوة تبوك لأنها كانت في وقت شديد وربما وقع في قلوب بعضهم أنا لا نقدر على قتال الروم وكيف لنا بالخلاص منهم فتاب الله عليهم وعفا عنهم ما وقع في قلوبهم من هذه الخواطر والوساوس النفسانية.
وقيل : إن الإنسان ليخلو من زلات وتبعات في مدة عمره إما من باب الصغائر وإما من باب ترك الأفضل.