وقال الثعلبى :
﴿ وَمَا كَانَ الله لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ ﴾
يقول : وما كان الله [ ليحكم ] عليكم بالضلال بعد استغفاركم للمشركين قبل أن يتقدم إليكم بالنهي.
قال مجاهد : بيان الله للمؤمنين في ترك الاستغفار للمشركين خاصة، وبيانه لهم في معصيته وطاعته عامة، فافعلوا أو ذروا.
وقال مقاتل والكلبي : لما أنزل الله تعالى الفرائض فعمل بها الناس [ ثم ] نسخها من القرآن وقد غاب ( ناس ) وهم يعملون للأمر الأول من القبلة والخمر وأشباه ذلك، فسألوا عنه رسول الله ﷺ فأنزل الله تعالى ﴿ وَمَا كَانَ الله لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ ﴾ يعني وما كان الله ليبطل عمل قوم عملوا بالمنسوخ ﴿ حتى يُبَيِّنَ لَهُم ﴾ قال الضحاك : ما كان الله ليضل قوماً حتى يبين لهم ما يأتون وما يذرون ﴿ إِنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾
وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ ﴾ الآية.
سبب نزولها أن قوماً من الأعراب أسلموا وعادوا إلى بلادهم فعملوا بما شاهدوا رسول الله ﷺ يعمله من الصلاة إلى بيت المقدس وصيام الأيام البيض، ثم قدموا بعد ذلك على رسول الله ﷺ فوجدوه يصلي إلى الكعبة ويصوم شهر رمضان : فقالوا : يا رسول الله أضلنا الله بعدك بالصلاة. إنك على أمر وإنا على غيره فأنزل الله تعالى هذه الآية. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon