وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ﴾
هذا الأمر بالكون مع أهل الصدق حسن بعد قصة الثلاثة حين نفعهم الصدق وذهب بهم عن منازل المنافقين، فجاء هذا الأمر اعتراضاً في أثناء الكلام إذ عن في القصة ما يجب التنبيه علي امتثاله، وقال ابن جريج وغيره : الصدق في هذه الآية هو صدق الحديث، وقال نافع والضحاك ما معناه : إن اللفظ أعم من صدق الحديث، وهو بمعنى الصحة في الدين والتمكن في الخير، كما تقول العرب : عود صدق ورجل صدق، وقالت هذه الفرقة : كونوا مع محمد وأبي بكر وعمر وأخيار المهاجرين الذين صدقوا الله في الإسلام ومع في هذه الآية تقتضي الصحبة في الحال والمشاركة في الوصف المقتضي للمدح، وقرأ ابن مسعود وابن عباس " وكونوا من الصادقين "، ورويت عن النبي ﷺ وكان ابن مسعود رضي الله عنه يتأوله في صدق الحديث. وروي عنه أنه قال : الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل، اقرأوا إن شئتم ﴿ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ﴾. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾