وقال الآلوسى :
﴿ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ ﴾
من سور القرآن ﴿ فَمِنْهُمْ ﴾ أي من المنافقين كما روي عن قتادة.
وغيره ﴿ مَن يِقُولُ ﴾ على سبيل الإنكار والاستهزاء لإخوانه ليثبتهم على النفاق أو لضعفة المؤمنين ليصدهم عن الإيمان ﴿ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هذه ﴾ السورة ﴿ إيمانا ﴾ وقرأ عبيد بن عمير ﴿ أَيُّكُمْ ﴾ بالنصب على تقدير فعل يفسره المذكور ويقدر مؤخراً لأن الاستفهام له الصدر أي أيكم زادت زادته الخ.
واعتبار الزيادة على أول الاحتمالين في المخاطبين باعتبار اعتقاد المؤمنين ﴿ فَأَمَّا الذين ءامَنُواْ ﴾ جواب من جهته تعالى شأنه وتحقيق للحق وتعيين لحالهم عاجلاً وآجلاً.
وقال بعض المدققين : إن الآية دلت على أنهم مستهزئون وأن استهزاءهم منكر فجاء قوله تعالى :﴿ فَأَمَّا الذين ءامَنُواْ وَأَمَّا الذين فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾ [ التوبة : ١٢٥ ] الخ تفصيلاً لهذين القسمين، وجعل ذلك الطيبي تفصيلاً لمحذوف وبينه بما لا يميل القلب إليه، وأياً ما كان فجواب ﴿ إِذَا ﴾ جملة ﴿ فَمِنْهُمْ ﴾ الخ، وليس هذا وما بعده عطفاً عليه ؛ أي فأما الذين آمنوا بالله سبحانه وبما جاء من عنده ﴿ فَزَادَتْهُمْ إيمانا ﴾ أي تصديقاً لأن ذلك هو المتبادر من الإيمان كما قرر في محله.


الصفحة التالية
Icon