وقال السمرقندى :
قوله :﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ ﴾
قال مقاتل : يعني : أهل مكة قد جاءكم رسول من أنفسكم تعرفونه ولا تنكرونه ؛ ويقال : هذا الخطاب لجميع العرب ﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ ﴾ يعني : محمداً ﷺ ﴿ مّنْ أَنفُسِكُمْ ﴾ يعني : من جميع العرب، لأنه لم يكن في العرب قبيلة إلا ولرسول الله ﷺ فيها قرابة.
وهذا من المجاز والاستعارة، لأن النبي ﷺ كان فيهم ولم يجىء من موضع آخر، معناه ظهر فيكم رسول الله ﷺ ؛ ويقال : هذا الخطاب لجميع الناس ﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ ﴾ يعني : آدمياً مثلكم قرأ بعضهم ﴿ مّنْ أَنفُسِكُمْ ﴾ بنصب الفاء يعني : من أشرفكم وأعزكم، وهي قراءة شاذة.
ثم قال تعالى :﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾، يعني : شديد عليه ما أثمتم وعصيتم ﴿ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ﴾، قال الكلبي : يعني : على إيمانكم ؛ وقال مقاتل : حريص عليكم بالرشد والهدى ؛ وقال قتادة : حريص على من لم يسلم أن يسلم.
ثم قال :﴿ بالمؤمنين رَءوفٌ رَّحِيمٌ ﴾، أي رفيق بجميع المؤمنين، رحيم بهم. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية