وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا ﴾
قوله الحق :﴿ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ ﴾ يعني : إذا نزلت، ونعلم أن هناك " نَزَل " و " أَنْزلَ " و " نَزَّل " ف " أنَزَل " للتعدية، فالقرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا. ثم نزّله الحق نجوماً. فالتنزيل معناه : موالاة النزول لأبعاض القرآن، فالقرآن قد أنزل كله، ثم بعد ذلك نزله الحق، ونزل به جبريل - عليه السلام - على سيدنا محمد ﷺ.
وقد جمعت الآية تنزيل الحق للقرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزول جبريل - عليه السلام - بالقرآن على رسول الله ﷺ، والحق سبحانه يقول :﴿ وبالحق أَنْزَلْنَاهُ وبالحق نَزَلَ... ﴾ [ الإسراء : ١٠٥ ]
وفي آية أخرى يقول سبحانه :﴿ نَزَلَ بِهِ الروح الأمين ﴾ [ الشعراء : ١٩٣ ]
وهنا يقول الحق :﴿ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ ﴾ والسورة هي الطائفة من القرآن المسورة بسور خاص ؛ أوله مثلاً :﴿ بسم الله الرحمن الرَّحِيمِ ﴾ وآخره تأتي بعده سورة أخرى تبدأ بقوله الحق :﴿ بسم الله الرحمن الرَّحِيمِ ﴾ ومأخوذة من السور الذي يحدد المكان. وهل المقصود بقوله الحق هنا نزول سورة كاملة من القرآن أم نزول بعض من القرآن؟ إن المقصود هو نزول بعض من القرآن.
وتتابع الآية :﴿ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هذه إِيمَاناً ﴾ والمقصود بهذا المنافقون الذين رجعوا عن الإيمان. ونحن نعلم أن القرآن حق وأنه من عند الله، وله أسر وفاعلية إشراقية في صفاء النفس، وقد سمعه الكفار من قبل، وشهدوا له، أما المؤمنون فحين سمعوه فقد أسرهم.


الصفحة التالية
Icon