وقال ملا حويش :
تفسير سورة يونس
عدد ١ - ٥١ - ١٠
نزلت بمكة بعد سورة الإسراء عدا الآيات ٤٠، ٩٤، ٩٥، ٩٦ فإنها نزلت بالمدينة، وهي مائة وتسع آيات وألف وثمنمئة واثنتان وثلاثون كلمة، وتسعة آلاف وتسعة وتسعون حرفا.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال اللّه تعالى :"الر" تقدم البحث مستوفيا أول سورة الأعراف في ج ١، ويوجد في القرآن خمس سور مبدوءة بما بدئت به هذه السورة، ويوسف وهود والحجر وابراهيم.قال سعيد بن جبير :
الراء وحم ون حروف الرحمن مقطعه.
وبه قال ابن عباس.
وقال غيرهما كل حرف مفتاح اسم من أسماء اللّه تعالى، ولا يعلم المراد منها على الحقيقة إلا اللّه تعالى.
لذلك فأحسن قول في تفسير هذه الحروف المبدوءة بها سور القرآن العظيم أن يوكل علمها إلى اللّه "تِلْكَ" الآيات المنزلة عليك يا أكرم الرسل هي "آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ ١" الذي أودع اللّه فيه الحكم كلها، فلا رطب ولا يابس إلا في هذا القرآن يعرفه من يعرفه، ويجهله من يجهله، لأنه مأخوذ من علم اللّه المحيط بكل شيء، ولوحه المكنون الحاوي جميع المكوّنات، وهذه الآيات تخبر العارف بصواب الحكمة المتقنة، وتهيء المعاني للقلوب الطاهرة على تصديق ما تخبر به قومك، وتلهب قلوب أهل للعزم صادقي النيّة على تأييدك فيما تبشر به وتنذر.