فصل فى التعريف بالسورة الكريمة
قال الشيخ محمد أبو زهرة :
سورة يونس
سورة مكية عدد آياتها ١٠٩، استثنى منها علماء القراءات أربع آيات قالوا
إنها مدنية، هى الآيات ٠ ٤ - ٩٤ - ٩٥ - ٩٦.
ابتدئت بحروف مفردة للتنبيه على إعجاز القرآن، ووصف الكتاب بأنه الحكيم، وذكرت أن الناس كانوا فى عجب أن يوحى إلى رجل منهم، فذهبوا إلى تكذيبه وقالوا بسبب كفرهم : إنه ساحر مبين، وكان عليهم ألا يعجبوا ويغتروا، لأن الوحى من عند الله الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر، وأنه وحده له الملك، وأنه لا شفيع عنده إلا من بعد إذنه. (... ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (٣) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا....
فأنتم سترجعون إليه فيحاسبكم، ولا عجب فى رجوعكم فهو سبحانه يبدأ الخلق ثم يعيده*
(... ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم....
( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥)
ويبين سبحانه وتعالى آياته فى اختلاف الليل والنهار، ثم أشار إلى أولئك الذين ينكرون البعث ولا يرجون لقاء ربهم، ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها وغفلوا عن آيات الله سبحانه وتعالى، وبين أن مأواهم النار بما كسبوا من سيىء الأعمال، وفى مقابل
ذلك ذكر سبحانه الذين آمنوا بالله وآياته وعملوا الصالحات وجزاءهم من النعيم المقيم والسلام.
( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠)
وإن من سنة الله تعالى ألا يعجل الشر لمن أساء.