وينهى الله النبى ( ﷺ ) عن الحزن ( وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٥).
إن الله مالك العزة يعز من يشاء، لأن له ملك السموات والأرض، وأن
الذين يعبدون الأوثان لا يستيقنون لها قدرة، وإن يتبعون إلا الظن :(... إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون.
ثم يبين سبحانه كمال ملكه وتصريفه للكون وبطلان من اتخذ له ولدا وبطلان قول الذين يعبدون الأوثان وأن جميعهم لا يفلحون، لأنهم يفترون على الله الكذب.
(قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون.
بعد ذلك يذكر سبحانه وتعالى الأنبياء الذين لقوا من أقوامهم مثل ما لقى النبى ( ﷺ ) فبدأ بذكر نوح الأب الثانى للبشرية، وما قاله لقومه وقد كبر عليهم مقامه فيهم وتذكيرهم بآيات الله وتوكله عليه وما رأى منهم من عنت وقد أخذهم بالحسنى (... فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين.
فكذبه قومه وصدقه الضعفاء - كما كان لمحمد ( ﷺ ) - ثم نجاه الله ومن معه فى الفلك المشحون.
وبعث الله - كما تدل الآيات - رسلا من بعده فكذبوا ثم بعث موسى وأخاه هارون إلى فرعون، وأيده بآيات الله التى تثبت رسالته فاستكبروا وكانوا قوما
مجرمين، ثم جاء لهم موسى وأتاهم بتسع آيات بينات وكانت إحدى الحجج المنزلة من بينها عصا موسى.
( فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ (٧٦) قَالَ مُوسَى أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (٧٧).


الصفحة التالية
Icon