وتواجه طلبهم خارقة مادية - غير القرآن - واستعجالهم بالوعيد الذي يسمعونه. فتقرر لهم أن آية هذا الدين هي هذا القرآن ; وهو يحمل برهانه في تفرده المعجز الذي تتحداهم به. وأن الآيات في يد الله ومشيئته ; وأن موعدهم بالجزاء يتعلق بأجل يقدره اللّه، والنبي لا يملك شيئا فهو عبد من عباد الله. - وفي هذا جانب من التعريف لهم بربهم الحق وحقيقة الألوهية وحقيقة العبودية -: (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات، وما كانوا ليؤمنوا، كذلك نجزي القوم المجرمين. ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم، لننظر كيف تعملون).. (ولكل أمة رسول، فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون. ويقولون: متى هذا الوعد، إن كنتم صادقين ؟ قل: لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله، لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. قل: أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتاً أو نهاراً ؟ ماذا يستعجل منه المجرمون ؟ أثم إذا ما وقع آمنتم به ؟ آلآن وقد كنتم به تستعجلون ؟!).. (ويقولون: لولا أنزل عليه آية من ربه ! فقل: إنما الغيب لله، فانتظروا إني معكم من المنتظرين).