وتواجه اطمئنانهم للحياة الدنيا ورضاهم بها عن الآخرة، وتكذيبهم بلقاء الله، بتحذيرهم من هذه الطمأنينة الخادعة، ومن الخسارة في الصفقة الدون التي يرضونها، وتعريفهم بأن هذه الحياة الدينا إنما هي للابتلاء، وفي الآخرة الجزاء.. ثم تواجههم بعرض مشاهد متنوعة من مشاهد القيامة ; وخاصة ما يتصل منها بتخلي الشركاء عن عبادهم، وتبرئهم منهم إلى اللّه، وتعذر الفداء من العذاب مهما كبر الفداء: (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها، والذين هم عن آياتنا غافلون. أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم، تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم. دعواهم فيها: سبحانك اللهم. وتحيتهم فيها سلام. وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين).. (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا، وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا، كذلك نجزي القوم المجرمين. ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون).. (والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. للذين أحسنوا الحسنى وزيادة، ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة، أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون. والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها، وترهقهم ذلة، مالهم من الله من عاصم، كأنما أغشيت وجوههم قطعا. من الليل مظلما، أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).. (ويوم نحشرهم جميعا، ثم نقول للذين أشركوا: مكانكم أنتم وشركاؤكم ! فزيلنا بينهم، وقال شركاؤهم: ما كنتم إيانا تعبدون. فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم، إن كنا عن عبادتكم لغافلين. هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت، وردوا إلى الله مولاهم الحق، وضل عنهم ما كانوا يفترون).. (ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم. قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين).. (ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به، وأسروا