تحدثت السورة الكريمة في البدء عن الرسالة والرسول، وبينت ان هذه سنة الله في الاولين والاخرين، فما من امة الا بعث الله اليها رسولا، فلا داعي للمشركين للعجب من بعثة خاتم المرسلين [ أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس.. ] ؟ ثم تلتها الآيات عن بيان حقيقة " الألوهية " و " العبودية " واساس الصلة بين الخالق والمخلوق، وعرفت الناس بربهم الحق الذي ينبغي ان يعبدوه، وان يسلموا وجوههم اليه، فهو وحده الخالق الرازق، المحي المميت، المدبر الحكيم، وكل ما سواه فباطل وهباء [ إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام.. ] الآيات. وتناولت السورة الكريمة موقف المشركين من الرسالة والقرآن، وذكرت ان هذا القرآن هو (المعجزة الخالدة) الدالة على صدق النبي الأمي، وأنه يحمل برهانه في تفرده المعجز، حيث تحداهم ان يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، مع أنهم اساطين الفصاحة، وامراء البيان [ أم يقولون افتراه، قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ]. وانتقلت السورة لتعريف الناس بصفات الإله الحق، بذكر آثار قدرته ورحمته، الدالة على التدبير الحكيم، وما في هذا الكون المنظور من آثار القدرة الباهرة، التي هي اوضح البراهين على عظمة الله وجلاله وسلطانه [ قل من يرزقكم من السموات والأرض ؟ أمن يملك السمع والأبصار.. ] الآيات وهذه هي القضية الكبرى التي يدور محور السورة عليها، وهي موضوع الايمان " بوحدانية الله " جل وعلا، وقد عرضت السورة لها بشتى الأدلة السمعية والعقلية. " وتحدثت السورة عن قصص بعض الانبياء، فذكرت قصة نوح مع قومه، وقصة موسى مع فرعون الجبار، وذكرت قصة نبي الله " يونس، " الذي سميت السورة باسمه - وكل هذه القصص لبيان سنة الله الكونية في اهلاك الظالمين، ونصرة المؤمنين. وختمت السورة الكريمة بأمر الرسول، بالاستمساك بشريعة الله، والصبر على ما