فيه ثلاثة أقوال أبينها قول مجاهد وهو انهم كانوا في وقت آدم ﷺ على دين واحد ثم اختلفوا والقول الثاني أن هذا عام يراد به الخاص وأنه يراد بالناس ها هنا العرب خاصة والقول الثالث أنه مثل قوله ﷺ كل مولود يولد على الفطرة أي ثم يختلفون بعد ذلك ٢٠ - وقوله جل وعز وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم (آية ٢١) يراد بالناس ها هنا الكفار كما قال تعالى إن الإنسان
لربه لكنود
وقال الحسن ذلك المنافق والرحمة ها هنا الفرج ومن بعد ضراء أي من بعد كرب إذا لهم مكر في آياتنا أي يحتالون حتى يجعلوا سبب الرحمة في غير موضعه قال مجاهد إذا لهم مكر في آياتنا استهزاء وتكذيب ٢١ - وقوله جل وعز حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة (آية ٢٢) قيل المعنى حتى إذا كنتم في الفلك ثم حولت المخاطبة إلى النبي ﷺ فصار المعنى وجرين بهم يا محمد وقيل العرب تقيم الغائب مقام الشاهد فتخاطبه مخاطبته ثم ترده إلى الغائب ٢٢ - وقوله عز وجل وظنوا أنهم أحيط بهم (آية ٢٢) يقال لمن وقع في بلية قد أحيط به كأن البلاء أحاط به واصل هذا أن العدو إذا أحاط بموضع فقد هلك أهله
٢٣ - وقوله جل وعز إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق (آية ٢٢) البغي الترامي إلى الفساد قال الأصمعي يقال بغى الجرح يبغي بغيا إذا ترامى إلى فساد ٢٤ - ثم قال جل وعز يا أيها إنما الناس بغيكم على أنفسكم
(آية ٢٢) أي عملكم بالظلم يرجع عليكم ٢٥ - ثم قال جل وعز متاع الحياة الدنيا (آية ٢٣) أي ما تنالون بالبغي والفساد فإنما هو شئ تتلذذون به في الدنيا هذا قول أهل اللغة وروي عن سفيان بن عيينة أنه قال اراد أن البغي متاع الحياة الدنيا أي عقوبته تعجل لصاحبه في الدنيا


الصفحة التالية
Icon