٩٨ - ثم قال جل وعز وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو (آية ١٠٧) أي دون ما يعبده هؤلاء المشركون وإن يردك بخير أي برخاء ونعمة وعافية وسرور فلا راد لفضله أي فلا يقدر أحد أن يحول بينك وبين ذلك ولا يرده عنك لأنه الذي بيده ذلك لا إلى غيره ٩٩ - وقوله جل وعز قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم (آية ١٠٨) أي القرآن الذي فيه بيان ما بالناس إليه حاجة فمن اهتدى سلك سبيل الحق فإنما يهتدي لنفسه أي فإنما يستقيم على الهدى لخير نفسه ومن ضل أي عدل عن الحق الذي أتاه فإنما يضل عليها أي فإنما يجني به على نفسه لا على غيرها ١٠٠ - وقوله جل وعز وما أنا عليكم بوكيل (آية ١٠٨)
أي بمسلط على تقويمكم إنما أمركم إلى الله جل وعز هو الذي يقوم من شاء منكم وإنما أنا مبلغ ١٠١ - وقوله جل وعز واتبع ما يوحى إليك (آية ١٠٩) أي اعمل به
ثم قال جل وعز واصبر أي على ما أصابك في الله من مشركي قومك حتى يحكم الله أي حتى يقضي فيهم وقيل أمره بفعل فاصل وهو خير الحاكمين أي خير القاضين وأعدل الفاصلين وقال ابن زيد هذا منسوخ حكم الله بجهادهم وأمر بالغلظة عليم وقال غيره حكم بينه وبينهم يوم بدر فقتلهم بالسيف وأمر نبيه ﷺ فيمن بقي منهم أن يسلك بهم سبيل من أهلك منهم أو يتوبوا. أ هـ ﴿معانى القرآن / للنحاس حـ ٣ صـ ٢٧٣ ـ ٣٢٤﴾


الصفحة التالية
Icon