وقال ابن عطية :
﴿ الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (١) ﴾
تقدم في أول سورة البقرة ذكر الاختلاف في فواتح السور، وتلك الأقوال كلها تترتب هنا، وفي هذا الموضع قول يختص به، قاله ابن عباس وسالم بن عبد الله وابن جبير والشعبي :﴿ الر ﴾ ﴿ حم ﴾ [ غافر : ١، فصلت : ١، الشورى : ١، الزخرف : ١، الدخان : ١، الجاثية : ١، الأحقاف : ١ ] و﴿ ن ﴾ [ القلم : ١ ] هو الرحمن قطع اللفظ في أوائل هذه السورة واختلف عن نافع في إمالة الراء والقياس أن لا يمال وكذلك اختلف القرّاء وعلة من أمال الراء أن يدل بذلك على أنها اسم للحرف وليست بحرف في نفسها وإنما الحرف " ر "، وقوله تعالى :﴿ تلك ﴾ قيل هو بمعنى هذه وقد يشبه أن يتصل المعنى ب ﴿ تلك ﴾ دون أن نقدرها بدل غيرها والنظر في هذه اللفظة إنما يتركب على الخلاف في فواتح السور فتدبره. و﴿ الكتاب ﴾ قال مجاهد وقتادة : المراد به التوراة والإنجيل، وقال مجاهد أيضاً وغيره : المراد به القرآن وهو الأظهر، و﴿ الحكيم ﴾ فعيل بمعنى محكم كما قال تعالى :﴿ هذا ما لدي عتيد ﴾ [ ق : ٢٣ ] أي معتد معد، ويمكن أن يكون " حكيم " بمعنى ذو حكمة فهو على النسب، وقال الطبري فهو مثل أليم بمعنى مؤلم ثم قال : هو الذي أحكمه وبيّنه.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق بن عطية رضي الله عنه : فساق قولين على أنهما واحد. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon