وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ وإذا مسّ الإنسان الضر ﴾ الآية
هذه الآية أيضاً عتاب على سوء الخلق من بعض الناس، ومضمنه النهي عن مثل هذا والأمر بالتسليم إلى اللع تعالى والضراعة إليه في كل حال والعلم بأن الخير والشر منه لا رب غيره، وقوله ﴿ لجنبه ﴾ في موضع حال كأنه قال : مضطجعاً، ويجوز أن يكون حالاً من الإنسان والعامل فيه ﴿ مس ﴾، ويجوز أن يكون حالاً من ضمير الفاعل في ﴿ دعانا ﴾ والعامل فيه دعا وهما معنيان متباينان، و﴿ الضر ﴾ لفظ لجميع الأمراض، والرزايا في النفس والمال والأحبة هذا قول اللغويين، وقيل هو مختص برازيا البدن، الهزال والمرض، وقوله ﴿ مر ﴾ يقتضي أن نزولها في الكفار ثم هي بعد تتناول كل من دخل تحت معناها من كافر أو عاص، فمعنى الآية ﴿ مر ﴾ في إشراكه بالله وقلة توكله عليه، وقوله ﴿ زين ﴾ إن قدرناه من الله تعالى فهو خلقه الكفر لهم واختراعه في نفوسهم صحبة أعمالهم الفاسدة ومثابرتهم عليها، وإن قدرنا ذلك من الشيطان فهو بمعنى الوسوسة والمخادعة، ولفظة التزيين قد جاءت في القرآن بهذين المعنيين من فعل الله تعالى ومرة من فعل الشياطين. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾