وقال السمرقندى :
قوله :﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا القرون مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ ﴾
يعني : أهلكناهم بالعذاب لما كذبوا الرسل وأقاموا على كفرهم، خوَّف أهل مكة بمثل عذاب الأمم الخالية لكيلا يكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم.
﴿ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات ﴾، يعني : بالآيات بالأمر والنهي.
﴿ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ ﴾، لم يصدقوا الرسل ولم يرغبوا في الإيمان ؛ ويقال : وما كانوا ليصدقوا بنزول العذاب بما كذبوا من قبل يوم الميثاق.
﴿ كذلك نَجْزِى ﴾، يعني : نعاقب ﴿ القوم المجرمين ﴾، أي الكافرين. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٢ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا القرون مِن قَبْلِكُمْ ﴾
يعني الأمم الماضية. قال ابن عباس : بين القرنين ثمان وعشرون سنة.
﴿ لَمَّا ظَلَمُواْ ﴾ أشركوا ﴿ وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بالبينات وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كذلك ﴾ أي كما أهلكناهم بكفرهم وتكذيبهم رسلهم ﴿ نَجْزِي ﴾ نهلك ﴿ القوم المجرمين ﴾ المشركين تكذيبهم محمد ﷺ يخوّف كفّار مكة عذاب الأمم الخالية المكذبة. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٥ صـ ﴾
وقال ابن عطية :
﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا ﴾
هذه الآية وعيد للكفار وضرب أمثال لهم، أي كما فعل هؤلاء فعلكم فكذلك يفعل بكم ما فعل بهم، وقوله، ﴿ وما كانوا ليؤمنوا ﴾ إخبار عن قسوة قلوبهم وشدّة كفرهم، وقرأ جمهور السبعة وغيرهم :" نجزي " بنون الجماعة، وفرقة " يجزي " بالياء على معنى يجزي الله. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾