" فوائد لغوية وإعرابية "
قال السمين :
﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٤) ﴾
قوله تعالى :﴿ لِنَنظُرَ ﴾ : متعلق بالجَعْل. وقرأ يحيى الذماري بنون واحدة وتشديد الظاء. وقال يحيى :" هكذا رأيته في مصحف عثمان " يعني أنه رآها بنون واحدة، ولا يعني أنه رآها مشددة ؛ لأنَّ هذا الشكل الخاص إنما حَدَث بعد عثمان. وخرَّجوها على إدغامِ النون الثانية في الظاء وهو رديءٌ جداً، وأحسنُ ما يقال فيه : إنه بالغ في إخفاءِ غُنَّة النون الساكنة فظنَّه السامع إدغاماً، ورؤيتُه له بنونٍ واحدة لا يدلُّ على قراءته إياه مشددَ الظاء ولا مخفَّفَها. قال الشيخ :" ولا يدلُّ " على حَذْفَ النون من اللفظ ". وفيه نظرٌ لأنه كيف يقرأ ما لم يكن مكتوباً في المصحف الذي رآه؟
وقوله :﴿ كَيْفَ ﴾ منصوبٌ ب " تعملون " على المصدر، أي : أيَّ عملٍ تعملون، وهي معلِّقة للنظر. أ هـ ﴿الدر المصون حـ ٦ صـ ١٦٣﴾


الصفحة التالية
Icon