وفي الحديث :" قد يكون في الأمم محدَّثون فإن يك في أمتي أحدٌ فعمر بن الخطاب " قال ابن وهب : تفسير محدَّثون ملهمون الصواب، وفي الحديث :" اتقوا فراسة المؤمن فإنه يَنظر بنور الله " ولأجل هذا النور كان أصحاب النبي ﷺ أكمل الناس إيماناً لأنهم لما تلقوا الإيمان عن النبي ﷺ كانت أنواره السارية في نفوسهم أقوى وأوسع.
وفي العدول عن اسم الجلالة العَلَم إلى وصف الربوبية مضافاً إلى ضمير ﴿ الذين آمنوا ﴾ تنويه بشأن المؤمنين وشأن هدايتهم بأنها جعل مولًى لأوليائه فشأنها أن تكون عطية كاملة مشوبة برحمة وكرامة.
والإتيان بالمضارع للدلالة على أن هذه الهداية لا تزال متكررة متجددة.
وفي هذه الجملة ذكر تهيؤ نفوسهم في الدنيا لعُروج مراتب الكمال.
وجملة :﴿ تجري من تحتها الأنهار في جنات النعيم ﴾ خبر ثان لِذكر ما يحصل لهم من النعيم في الآخرة بسبب هدايتهم الحاصلة لهم في الدنيا.
وتقدم القول في نظير ﴿ تجري من تحتها الأنهار ﴾ في سورة [ البقرة : ٢٥ ].
والمراد من تحت منازلهم.
والجنات تقدم.
والنعيم تقدم في قوله تعالى :﴿ لهم فيها نعيم مقيم ﴾ في سورة [ براءة : ٢١ ]. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ١١ صـ ﴾