وقال الماوردى :
قوله عز وجل :﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ﴾
فيه وجهان :
أحدهما : أن أهل الجنة إذا اشتهوا الشيء أو أرادوا أن يدعوا بالشيء قالوا سبحانك اللهم فيأتيهم، ذلك الشيء، قاله الربيع وسفيان.
الثاني : أنهم إذا أرادوا الرغبة إلى الله في دعاء يدعونه كان دعاؤهم له : سبحانك اللهم : قاله قتادة.
﴿ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : معناه وملكهم فيها سالم. والتحية الملك، ومنه قول زهير بن جنان الكلبي :
ولكلُّ ما نال الفتى... قد نِلتُه إلا التحية
الثاني : أن تحية بعضهم لبعض فيها سلام. أي : سلمت وأمنت مما بلي به أهل النار، قاله ابن جرير الطبري.
﴿ وَءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أن آخر دعائهم : الحمد لله رب العالمين، كما كان أول دعائهم : سبحانك اللهم، ويشبه أن يكون هذا قول قتادة.
الثاني : أنهم إذا أجابهم فيما دعوه وآتاهم ما اشتهوا حين طلبوه بالتسبيح قالوا بعده : شكراً لله والحمد لله رب العالمين. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ٢ صـ ﴾